السبت، 9 يونيو 2012

عبقرية القرآن: مولود بن 6 شهور


أثناء مطالعتي لسيرة الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في سنوات عمري الأولي. قرأت رواية ذكرت فيه. بصراحة أذهلتني ليس فقط لعظمة الاعجاز القرآني ولكن كوني لم أسمعها طوال حياتي، حتي لحظة معرفتها تحكي فوق أي منبر من منابر المساجد العديدة التي صليت فيها.


يحكي أن بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه وسلم. جاء رجل يشكو زوجته لعمر بن الخطاب ويتهمها بالزنا لأنه لم يعد من الحرب إلا من ستة شهور وغاب عن زوجته عام. وبالرغم من ذلك أنجبت زوجته رضيع وكتب له الله الحياة. وبسبب الجهل الطبي في هذه الحقبة التاريخية كان الأمر يبدوا مستحيل بل من رابع المستحيلات.


كيف يمكن لإمرأة أن تنجب طفل في 6 شهور. وعلي ذلك قرر عمر بن الخطاب أن يقيم عليها الحد ( أي يتم دفنها في الرمال حتي الذقن وثم يتم رجمها بما يسر حمله من الحجارة حتي الموت ). وبينما يكشر الرجال عن سواعدهم ووسط صراخ المرأة واصرارها علي أنها بريئة ولم تخن زوجها قط. في هذه الخلفية المليئة بالأسي، ظهر في نهاية النفق المظلم بصيص أمل.


أنه الامام علي بن أبي طالب لقد ذهب بعض الرجال في طلبه ليشارك في إقامة الحد ليناله بعض الأجر. ولكن لم يكن يعلموا أنه جاء لينقذ المرأة وينقذهم أيضا من براثن إثم عظيم.


أمرهم الامام علي أن يطلقوا صراح المرأة، ولكنهم أبوا. وسئلوه لما يقف مع هذه الفاجرة. فقال معاذا الله ولكن هذه المرأة بريئة برائة الذئب من دم ابن يعقوب. وهنا حل الصمت لبره وثم عاد الهمس بين الحاضريين يتساؤلون عن الدليل أو المعلومة التي يعلمها الامام ولا يعلمها الأمبر عمر بن الخطاب.


صعد الامام علي رضي الله عنه علي صخرة ليرتفع فوق الجميع وأخذ ينادي بأعلي صوته.
ألم يقول الله تعالي في كتابة العزيز في سورة الأحقاف :
بسم الله الرحمن الرحيم
وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً ‏" (‏ الأحقاف‏:15)
صدق الله العظيم


فرد عليه الجمع بصوت رجل واحد: نعم  صدقت وآيم الله


فعاد الإمام صائحا وقال: وألم يقول الله تعالي أيضا في سورة البقرة:
بسم الله الرحمن الرحيم
 وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ  ‏(‏ البقرة‏:233)
صدق الله العظيم



فرد عليه الجمع من جديد: نعم صدقت وآيم الله


فقال لهم العلامة الإمام علي: إذن كيف تقتلوا هذه المرأة وكتاب الله قائم بينكم، ألا تخشوا يوم وقوده الناس والحجارة. الرضاعة عند الله عامين أي أربعة وعشررون شهراً كاملة ، والحمل والفطام عند الله ثلاثين شهرا. أي أن الحمل يجوز له أن يتم بستة أشهر فقط.


الحمل والفصال ( 30 شهر ) يطرح منه الرضاعة ( 24 شهر ) = فترة الحمل 6 شهور


فذهل الخلق مما أظهره الامام علي رضي الله عنه عليهم. وأطلقوا صراح المرأة. ويذكر في بعض السير أن ورد علي لسان عمر بن الخطاب في هذا المؤقف أنه قال: لولا علي لهلك عمر. ولو قال ذلك فأنا أتفق معه مئة في المئة. فبعد موت الرسول صلي الله عليه وسلم لم يحكم الأمة أفقهها ولكن كانت لعبة الساسة ولهذا إنتهت كملك عضوضا.




حتي الآن كل شيء جميل، فما هذا إلا استنباط رائع من القرآن الكريم وقبله الناس وقتها كونه كلام الله. ولكن لم أعتقد أن أغلبهم كان يقبل بسهولة أن تلد زوجنه ابن 6 شهور بدون أن يشك بها. وكان علينا أن ننتظر قرن ونصف حتي  يكشف لنا العلم كل أسرار ومراحل الحمل والولادة لنعلم هل هذه المعلومة القرآنية الفريدة التي تحديت عقول الجهل صحيحة أم صحيحية كونها بالتأكيد سوف تكون صحيحية فهو لا ينطق عن الهو إن هو إلا وحي يوحي علمه شديد القوي.


يمكنكم بالضغط هنا الاطلاع علي مرجع عالمي في شرح الولادة المبكرة ومتي تكون مقبولة كما يعرفها العلم


ببساطة توصل العمل لهذا الجدول البسيط وهو يلخص إحتمالات نجاح الولادة بناء علي عدد أسابيع الحمل




فترة الحمل  إحتمال نجاة الوليد
23 أسبوع 17%
24 أسبوع 39%
25 أسبوع 50%
26 أسبوع 80%
27 أسبوع 90%
28-31 أسبوع 90-95%
32-33 أسبوع 95%
34+ أسبوع غالبا لإكتمال فترة الحمل
Sources: March of Dimes, Quint Boenker Preemie Survival Foundation


بناء علي الجدول التالي الذي تم بناءه باستخدام احصائيات لألاف الحالات من الولادة. فإن الولادة في الأسبوع 25 من الحمل يكون فيها إحتمال موت الجنين هو نفس إحتمال حياته. وقبل هذا الأسبوع احتمال موت الجنين أكثر من إحتمال نجاته. ولكن من الأسبوع 26 للحمل فإن احتمال حياة ونجاة الجنين تكون 80% أي أصبحت أخيرا أكثر من إحتمال موته.


والآن بقليل من الحسابات يمكن تحويل الأسابيع إلي شهور:
عدد الأيام = 26 أسبوع × 7 أيام = 182 يوم
عدد الشهور = 182 يوم ÷ 30 يوم (متوسط عدد أيام الشهر) = 6.0666  (  6 شهور ويومين فقط لا غير )


ألا يذكرك الرقم 6 شهور بأي شيء؟؟؟؟  
بلي يذكرني بعظمة الله تعالي وصدق نبوة رسول الله صلي الله عليه وسلم

http://egyfreemind.blogspot.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق